29 - 06 - 2024

رؤية خاصة | الأنصاف يمتنعون

رؤية خاصة | الأنصاف يمتنعون

(أرشيف المشهد)

  • 8-7-2015 | 00:12

هذا ليس وقت أنصاف الأقوال وأنصاف المواقف وأنصاف المشاعر.

 ليس وقت الإدانة بنصف عقل والأسى بنصف قلب.

ولا هو وقت ذرف الدموع من عين واحدة فيما تدور الأخرى في محجرها علامة التشفي.

ليس وقت الإشاحة استياءً ورفع راية الاستسلام البيضاء تخاذلاً.

ليس وقتادعاء الحكمة وركوب خيل النضال الخشبية وتوجيه اللوم والتقريع.

 اسألوا أنفسكم سؤالاً واحداً: هذا الذي يجري في سيناء تحديداً- ناهيك عن العمليات الفردية المجرمة في سائر المناطق والمحافظات- هل ندرك حجمه وهدفه بحق؟ هل نحن مقتنعون بخطورته وعواقبه الوخيمة إن أفلح المتآمرون في تحقيق مآربهم؟

اطرحوا السؤال بصيغة أخرى: هل نريد أن نرى حكماً داعشياً أو أي من أشكال الحكم العبثي-التوجه فوق أراضينا؟هل نريد أن نرى شخصاً أجهل من دابة يحكم ويتحكم بمزاعم وتعاليم ما أنزل الله بها من سلطان؟هل نريد أن نرى فتية غريرين يطبقون ما يظنوه أحكاماً إسلامية فيطيح الواحد منهم برقاب هؤلاء ويشعل النار في أولئك ويغرق هؤلاءمقيدين في أقفاص الموت؟

هل ننتظر لنرى قُطاع الطرق يقضون في أمرنا ويستلبون نساءنا والبلطجية ينتزعون أموالنا  بزعم القوامة على بيت المال والزكاة ثم يفرون بها كفعل المجرم العريق في الإجرام؟

هل سنترك المرتزقة من الغرب والشرق يخرجون من الشقوقويفدون إلى بلادنا يحيلونها خراباً يباباً تحت زعم الجهاد وما هم بمجاهدين إلا في سبيل المال والنساء والمغامرات التي وعدهم بها رؤوس الإرهاب وسدنة الخراب؟

هل نتلكأ حتى نرى مصر مهلهلة الأوصال مقطعة الأطراف بيد خونة يعرفون ما يفعلون يتبعهم جهال سكارى بمصطلح الولاية الإسلامية؟ أي ولاية إسلامية سيترككم كبار المتآمرين تقيمون أيها البلهاء؟!! أية أوهام هذه بل قل أية أطماع تملأ نفوس هؤلاء القوم؟ هل عادت من جديد أطماع الاستئثار بولايات عكا الكبرى ويافا العظمى و"أورشليم" التي أسكرت  الولاة في القديم فراحوا يسلمون بلادهم ويفتحون أبوابها ويكشفون حصونها المنيعة أمام نيران الأعداء طمعاً في عرض زائل تخفيه يافطة كاذبة: الولاية الإسلامية؟ وكيف كانت عاقبة هؤلاء الخائنين إلا التقتيل أو غياهب السجون؟

بعد أن تفرغوا من السؤال أجيبوا أنفسكم بصدق ونزاهة؛  إن كان هذا السيناريو المخيف لا يقنع أدمغتكم وترون وقوعه ضرباً من المستحيل ومجرد فزاعة يتم التلويح بها ( لسبب لا يعرفه ولا يفهمه سواكم) فأنتم وما ذهبتم إليه ولكن اصمتوا إذن ولا تكلفوا أنفسكم ادعاء الحزن والحمية  والاختباء وراء الحكمة ما دامت هذه المعاني لا تسكن قلوبكم بالقدر الذي يليق. دعوها لمن يعرفها حق المعرفة ويقدرها ويتخذها مداداً للمواجهة والتحدي.

أما إن  كنتم مقتنعين بهذا السيناريو التآمري فلا تترددوا في إعلان موقفكم بحسم ووضوح  لنقف جميعاً على قلب رجل واحد؛ ندفع للأمام نصحح الخطأ ونعالج القصور ونطور الأداء.

ما نحتاجه الآن هو حمية متوهجة حقيقية تبث الأمل وتقوي العزائم وتشد من أزر المدافعين عن هذا البلد. وبالقدر نفسه نحتاج وعياً ناضجاً يفرز الأطراف المتواطئة ويحلل الوقائع ويتعامل مع الواقع ومجرياته دون تحامل أو ذاتية ضيقة.

مقالات اخرى للكاتب

رؤية خاصة| نورا على طريق الغارمات





اعلان